يمثل إقليم بلوشستان
تحديًا كبيرًا أمام النظام الإيراني، في ظل العمليات الأمنية المتكررة ضد القوات التابعة
للنظام، جراء رفض القوميات غير الفارسية حالات التهميش التي تعاني منها، وعلى رأسها
قومية البلوش.

ومؤخرًا نقلت وكالة
أنباء "إرنا"، عن مصدر أمني، إصابة أربعة من حرس الحدود الإيرانيين بجروح
جراء عبوة ناسفة في حدود ميرجاوه بمحافظة بلوشستان.

ووفق المصدر الأمني
فإن الحالة العامة لثلاثة من المصابين في الانفجار جيدة، لكن أحد المصابين تم نقله
إلى مركز المحافظة زاهدان للعلاج بعد تلقيه خدمات ما قبل المستشفى.

وفي وقت سابق لهذا
الحادث أفادت تقارير إخبارية بأن سيارة عسكرية انفجرت في منطقة شهرك بمدينة ميرجاوه
الحدودية. ونقلت التقارير عن مصادر محلية في مدينة ميرجاوه، أن الوضع في هذه المدينة
ملتهب وازداد تنقل الآليات العسكرية لعدة ساعات، وتزامن حادث الانفجار في وقت شن فيه مسلحون هجومًا على مخفر 16 زاهدان قرب مسجد مكي قتل فيه شرطي، وجميع المهاجمين
الأربعة يوم السبت الماضي.

حملات
قمع

تأتي تلك العمليات
في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عن إحصائيات عن ضحايا البلوش في خمسة مناطق؛ حيث تم
إعدام 182 مواطنًا، وقتل 167 شخصًا بإطلاق النار من قبل عناصر الأمن، و121 شخصًا قتلوا
في الجمعة الدامية في زاهدان وخاش، بالإضافة إلى مقتل 76 شخصًا برصاص مسلحين مجهولين،
وأيضًا مقتل 82 مواطنًا من "ناقلي الوقود" أثناء عملهم.

ووفقًا لهذا التقرير،
تم جمع إحصائيات 182 من قومية البلوش الذين تم إعدامهم من 23 سجنًا في جميع أنحاء إيران،
حوالي 81 في المائة منهم مرتبطون بجرائم المخدرات، وتم إعدام خمسة أشخاص بتهم سياسية
وأمنية، وبحسب معطيات دائرة حقوق الإنسان في "حال وش"، كان عمر اثنين ممن
تم إعدامهما أقل من 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة، وتم إعدامهما تحت عنوان "طفل-
مجرم".

ثمن
التهميش

الباحث الأكاديمي
المختص في الشأن الإيراني الدكتور مسعود إبراهيم، قال في تصريحات خاصة لـ"المرجع"،
إن الأوضاع الأمنية في إقليم بلوشستان تدهورت خلال العامين الماضيين؛ حيث صعدت الحركات
البلوشية أعمالها المسلحة ضد قوات الأمن الإيرانية في الاقليم، ولا شك أن تزايد وتكرار
العمليات المسلحة في هذا الاقليم له أسبابه المنطقية التى طالما غض مسؤولو النظام الإيراني
الطرف عنها.

وأضاف إبراهيم أن قومية البلوش مثلها مثل باقي القوميات والعرقيات غير الفارسية تعاني التهميش والاضهاد
من قبل السلطة، وهو ما دفع هذه القوميات من الدفاع عن حقوقها، والبلوش هم أصحاب قضية
ولهم تاريخ من النضال الوطني وكانوا داعمًا مهمًّا في نجاح الثورة الإيرانية، ولكن بعد
نجاح الثورة تجاهلوا حقوقهم المشروعة، ومن هنا بدأ البلوش في التحرك من أجل كسب هذه
الحقوق بالقوة وتشكلت حركات مسلحة في المنطقة مثل جيش العدل وجند الله والفرقان.

وتابع، أن البوش
قاموا بعمليات كثير ضد القوات الأمنية الايرانية الموجودة في الاقليم؛ حيث كانت تلك
القوات تستخدم القتل والقمع والاعتقال للتعامل مع سكان الإقليم البلوش، خاصة أهل السنة
الذين يمثلون الأغلبية به واضطرت هذه التنظيمات إلى الهروب الى داخل الحدود الباكستانية
والأفغانية وصارت مركز للعمليات ضد قوات الحرس الثوري الإيراني.

اضهاد
القوميات غير الفارسية

واعتبر الباحث
الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني أن استمرار اضهاد القوميات غير الفارسية وتهميش
حقوقها سيكون سببًا في استمرار التوترات في هذه المناطق، وسوف تستمر الحركات المسلحة
في استمرار العمليات المسلحة ضد القوات الأمنية الإيرانية، مضيفًا أن استمرار العمليات
المسلحة سيكون حافزًا لكل الأقليات في التعامل المسلح مع النظام الإيراني وستتحول هذه
المناطق إلى بؤر توتر تهدد سلامة الأمن المجتمعي، وستزيد من رقعة الاحتججات ضد النظام،
المستمرة منذ عام تقريبًا، وكلما أحدثت هذه العمليات توترًا في الساحة الداخلية الإيرانية
كلما ازدادت رغبة البلوش في الانفصال وتحقيق حلمها التاريخي.

magnifier linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram