غارة جديدة استهدفت محيط العاصمة السورية دمشق، في سياق حرب الظل بين إيران
وإسرائيل، إذ تستمر هذه الهجمات في أجواء المنطقة من حين لآخر، بينما لا يعد الشعب السوري
طرفًا فيها.
وذكرت وكالة "سانا"
السورية للأنباء أن وسائط الدفاع الجوي الحكومية تصدت لأهداف معادية في محيط العاصمة،
وأن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط بعض الصواريخ، فيما لم تعلق إسرائيل كعادتها على
تلك التقارير رغم أنه بات من المعروف بداهة أنها تقف خلف جميع تلك الغارات الجوية في
سياق التنافس الاستراتيجي الإيراني الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من
شهر أغسطس الجاري، ذكرت وكالة "سانا" أن وسائط الدفاع الجوي السوري تصدت
لأهداف معادية في سماء محيط دمشق، وطوال الأشهر الماضية تكررت الهجمات.
وأفاد المرصد السوري
لحقوق الإنسان، بأن الغارات الليلية استهدفت مواقع عسكرية جنوب غرب وجنوب شرق العاصمة
دمشق، مشيرًا إلى أن القصف أصاب مستودعات ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني الموالي
لإيران وميليشيات إيرانية، منها اثنتان في محيط الكسوة بريف دمشق وموقع في المنطقة
الجنوبية الشرقية للعاصمة السورية، أي أن القصف استهدف نفس المنطقة للمرة الثانية على
التوالي خلال أسبوعين.
ووجهت الحكومة
السورية مطالبات إلى المجتمع الدولي بالتحرك بجدية لوضع حد للهجمات الإسرائيلية على
أراضيها وإلزام تل أبيب بالقوانين الدولية؛ حيث سبق وأن طالب الجانب السوري على لسان
بعثته في منظمة الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بإدانة الهجمات الإسرائيلية واتخاذ
إجراءات حازمة لمنع تكرارها.
تضارب
الأنباء
وتضاربت الأنباء
حول الأهداف التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية، ففيما ذكرت قناة "الإخبارية"
السورية أن عدوانًا إسرائيليًّا استهدف محيط العاصمة دمشق، أفادت مصادر أخرى بأن الغارة
استهدفت أسلحة إيرانية وصلت إلى مطار دمشق توًّا.
وأكدت وكالة الأنباء
السورية الرسمية، بأن الغارات التي نفذها ما وصفه مصدر عسكري للوكالة بـ"العدو
الإسرائيلي"، أصيب خلالها جندي، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن
شخصين لقيا حتفهما في الغارات الجوية الأخيرة على أطراف دمشق، مبينًا أن القتلى من
الجنود، لكنه لم يحدد ما إذا كانوا من السوريين أو الأجانب.
ويعد الهجوم الإسرائيلي
هو الثالث والعشرين من نوعه خلال العام الجاري 2023، وأحصى المرصد السوري الغارات التي
قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، فكانت 18 منها جوية وخمسة برية، وأسفرت
تلك الضربات عن إصابة حوالي 52 هدفًا منها مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز
وآليات.
وأدت تلك الضربات إلى مقتل 59 من العسكريين بالإضافة لإصابة 61 آخرين، ووصل عدد القتلى من الميليشيات
التابعة لإيران من جنسيات غير سورية إلى ٢٨، وستة من قوات الحرس الثوري الإيراني.
وجاءت معظم الضربات
الجوية الإسرائيلية على منطقة دمشق وما حولها، تليها منطقة القنيطرة جنوب غرب البلاد
ثم حلب والسويداء وحمص ثم طرطوس، ودرعا، بينما كانت حماة من أقل المحافظات استهدافًا.
ولا يتوقع مراقبون
أن تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية بل
من المرجح استمرارها خلال الفترة المقبلة بسبب محاولة تل أبيب محاصرة التمدد الإيراني
في سوريا.