ما زال الأردن يواجه خطر المخدرات التي يتم تهريبها من الأراضي السورية إلى حدودها، وهو الملف
الذي لطالما اعتبرته المملكة الهاشمية مصدر تهديد لها، وطالبت النظام السوري في
أوقات عدة بوضع حد لعمليات تهريب المخدرات إلى أراضيها، وإلى دول المنطقة
المجاورة، وإلا ستتخذ الأردن خطوات تصعيدية من أجل وضع حد لاستمرار الميليشيا
الموالية لإيران في سوريا باستخدام المسيرات في عمليات تهريب المخدرات والأسلحة
لتهديد أمن واستقرار الحدود المشتركة بين عمان ودمشق التي تبلغ 375 كيلومترًا، ما
يجعل المملكة الهاشمية من أكثر الدول تأثرًا بتوترات الأوضاع داخل الدولة
السورية.
جهود
أردنية
يأتي هذا في سياق
إعلان الجيش الأردني في بيان له يونيو الماضي، إسقاطه لطائرة مسيرة محملة
بقطع أسلحة متعددة قادمة من الأراضي السورية، وكشف مصدر عسكري أردني لوسائل
الإعلام، أن هذه الطائرة حاولت اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة، وتم إسقاطها داخل
الأراضي الأردنية، وشدد على أن القوات الأردنية لن تتوانى عن التصدي لجميع هذه
الجرائم، وستتعامل معها خلال الفترة المقبلة بكل قوة وحزم، وستتواجه أية محاولات
لتأمين أمن واستقرار الأردن ومواطنيها.
ووقعت هذه الحادثة
بعد ثلاثة أيام من إعلان قوات حرس الحدود الأردنية في 13 يونيو إسقاطها
طائرة مسيرة محملة بمواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية، وبينت أن الطائرة التي أسقطتها كانت تحمل 500 غرام من مادة الكريستال (المخدرة).
وتجدر الإشارة إلى أن استمرار
تزايد عمليات تهريب السلاح والمخدرات إلى الأراضي الأردنية، قد دفع المملكة
الأردنية الهاشمية على لسان وزير خارجيتها "أيمن الصفدي" في تصريحات
صحفية له في مايو الماضي، إلى التهديد بإطلاق بلاده "عملية عسكرية" داخل
سوريا ضد مهربي المخدرات، في حال لم يتعاون النظام السوري مع الأردن، التي تتهم ميليشيا
موالية لإيران بالمسؤولية عن تهريب المخدرات باستخدام "الدورنز"، وبعد
هذه التهديد فقد نفذت الأردن غارتين على موقعين للمخدرات جنوب سوريا، نجم عنها،
مقتل إمبراطور الكبتاغون بسوريا "مرعي الرمثان".
ومن الجدير بالذكر،
أن الأردن ليست وحدها التي اشتكت من تهريب المخدرات، وخاصة "مخدر الكبتاغون"
من سوريا إلى حدودها، إذ أعربت كل من العراق والسعودية من تهريب المخدرات من
سوريا إلي بلاده، وقد كانت هذه القضية محور مباحثات وزيري الخارجية العراقي
"فؤاد حسين" والسوري" فيصل المقداد" خلال زيارة الأخير للعراق
في 4 يونيو الجاري، إذ أكد الطرفان على التعاون المشترك لمكافحة تجارة وتهريب
المخدرات.
ردع مباشر
وحول دلالة الجهود الأردنية لمكافحة عمليات تهريب
المخدرات عبر حدودها، يقول الباحث السوري «مصطفي النعيمي» الأردن يوجه مجموعة من الرسائل
أهمها أن الأردن ماض في عملياته للاستطلاع بالقوة، وذلك بعد مقتل الكثير من تجار
المخدرات الغالبية العظمى منهم قتلوا أثناء الاشتباك مع الجيش الأردني أثناء
ملاحقة القائمين على تجارة المخدرات بالقرب من الحدود السورية الأردنية، وربما
العملية الجوية كانت بمثابة رسالة ردع مباشرة بأنهم ماضون في مشروع مجابهة هذه الآفة
في الداخل السوري.
ولفت «النعيمي» في
تصريح خاص لـ«المرجع» أن عدم اعتراض النظام السوري على العملية الجوية تحمل في
طياتها مجموعة من الرسائل بأن الأردن سيواصل استهداف تجار المخدرات في الداخل
السوري وقواعد الاشتباك التي تغيرت لن تقتصر على استهداف التجار بالقرب من الحدود
بل سيتوسع نطاق عملها ليشمل العمق السوري ما لم تفِ دمشق بتعهداتها بوقف عمليات
مكافحة تجار المخدرات، لكن المتغير الوحيد هو أن نوعية الشحنة لأول مرة تحمل مادة
الكريستال المخدرة.